القائمة الرئيسية

الصفحات

التأتأة أسبايها ووسائل للتخفيف منها

التأتأة أسبايها ووسائل للتخفيف منها

التأتأة هي اضطراب في إيقاع الكلام وسلاسته يحدث بشكل غير إرادي، يظهر هذا الاضطراب عادةً عندما يتوقف الشخص خلال الكلام أو يكرر الصوت، وغالبًا ما يحدث في بداية الكلمة ويلاحظ أيضًا اضطراب في عملية التنفس لدى المصاب بالتأتأة، حيث يفقد الشخص السيطرة على عملية التنفس أثناء الكلام وقد تصاحب التأتأة بعض الحركات اللاإرادية مثل: رمش الجفون، وهز الرأس، وحركات اليدين، وهذه الحركات قد تختلف من طفل لآخر.


التأتأة لها أسباب متعددة ومتنوعة، منها:

1- العوامل السلوكية:


قد تكون التأتأة ناتجة عن سلوكيات سلبية اكتسبها الطفل، مثل التحدث بسرعة دون التفكير في الكلام أو دون التخطيط له، أو عادات لفظية سلبية يمكن أن تؤثر على تواصله.

2- العوامل النفسية:



 يمكن أن تكون التأتأة نتيجة لعوامل نفسية مثل ضعف تقدير الذات، والخجل، والخوف من العقاب القاسي، والقلق الشديد، والضغوطات النفسية الأخرى التي يمكن أن تؤثر على الطفل.

3- العوامل الوراثية:



 هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن هناك عوامل وراثية قد تلعب دورًا في تطوير التأتأة، حيث يمكن أن يكون هناك توارث للميل إلى التأتأة في بعض الحالات.

4- الازدواجية اللغوية:



 في بعض الحالات، يمكن أن يكون التأتأة ناتجة عن صعوبات في تطوير مهارات اللغة نتيجة الازدواجية اللغوية، وهذا يكون أكثر شيوعًا في فترة ما قبل المدرسة عندما يتعلم الطفل لغتين أو أكثر بشكل متزامن.

ملاحظة

عمر الطفل ومدى استمرار التأتأة هما عاملان مهمان في تحديد متى يُعتبر الأمر طبيعيًا ومتى يكون هناك حاجة للاهتمام الخاص. إليك توجيهات عامة:

*ا* ما بين عامين إلى خمس سنوات في هذه المرحلة، يمكن أن تكون التأتأة جزءًا طبيعيًا من عملية تعلم اللغة. يمكن للأطفال في هذا العمر أن يتأتوا بسبب عدم استقرار مهارات الكلام أو عدم دراية مفرداتهم بشكل كافٍ. في معظم الحالات، يختفي التأتأة تدريجيًا بمرور الوقت دون الحاجة إلى تدخل خاص.


*ب* إذا استمرت التأتأة بعد سن الست سنوات وزادت في حدتها، وخاصةً إذا كانت تصاحبها مشاكل مثل توقف الطفل في بداية ووسط الكلمة وتمديد المقاطع الصوتية، فقد يكون هذا بحاجة إلى اهتمام خاص. في هذه الحالة، من الضروري زيارة أخصائي النطق واللغة لتقييم الوضع وتقديم الدعم والعلاج المناسب.



بشكل عام، يجب على الأهل والمعلمين أن يكونوا على دراية بالعلامات التي قد تشير إلى أن التأتأة تتجاوز الحدود الطبيعية لعمر الطفل، وينبغي عليهم طلب المشورة المهنية عند الحاجة

لتجنب التأتأة وتعزيز التواصل السليم للطفل، يُفضل اتباع الإرشادات التالية:

1- تجنب العقاب القاسي واللفظي:


 ينبغي تجنب توجيه العقوبات القاسية أو اللفظية للطفل بسبب التأتأة، حيث يمكن أن يزيد ذلك من التوتر والضغط عليه وبالتالي تفاقم المشكلة.

2- عدم طلب صمت الطفل أو توقيفه فجأة: 


يجب تجنب طلب الصمت عن الكلام أو توقيف الطفل فجأة أثناء حديثه بطريقة مخيفة، حيث يمكن أن يؤثر ذلك سلبًا على ثقته بنفسه ويزيد من التوتر والضغط.

3- عدم مناقشة المشاكل بحضورهم : 


يمكن تعزيز ثقة الطفل وشعوره بالأمان من خلال عدم إشراك الأطفال في المناقشات الاسرية العنيفة  ومشاهدتهم للعنف اللفظي والجسدي.

4- تحفيز الطفل للتحدث ببطء وبشكل مريح: 


ينبغي تشجيع الطفل على التحدث بوتيرة هادئة ومريحة دون الإسراع، حيث يمكن أن يقلل ذلك من الضغط والتوتر الذي قد يزيد من التأتأة.

5- منع التنمر على كلام الطفل:


 يجب تعزيز بيئة داعمة ومساعدة الطفل على التغلب على التأتأة من خلال منع التنمر أو السخرية من كلامه.

للتخفيف من حدة التأتأة لدى الطفل، إليك بعض النصائح الفعالة:


1- تقوية الثقة بالذات وتقبل الإضطراب:


 يُشجع على تعزيز ثقة الطفل بنفسه وتقبله لإضطرابه، مما يساعده على التخلص من القلق والتوتر الناتج عنه والتخلص من الأفكار السلبية التي تسيطر عليه أثناء الكلام.

2- عدم الإكثار من النصائح والتصحيح: 


 يجب تجنب الإكثار من التصحيح والنصائح بخصوص كلام الطفل، خاصةً عندما يكون في بداية الحديث، حيث يمكن أن يزيد ذلك من التوتر والقلق.

3-إعطاء الوقت الكافي للتحدث:


 من الضروري إعطاء الطفل الوقت الكافي للتحدث، حتى لا يشعر بالقلق والتوتر، وعدم إرغامه على الإجابة بسرعة.

4-عدم جعله يشعر بأن كلامه مضطرب:


 يجب سماع كلام الطفل بإعجاب وتشجيعه، وعدم جعله يشعر بأن كلامه مضطرب، حتى لا يزداد ارتباكه.

5- تعويد الطفل على التخلص من القلق أثناء الكلام:


 يُنصح بتعويد الطفل على التخلص من القلق الذي يصاحبه أثناء الكلام، وذلك من خلال ممارسة القراءة والسباحة، حيث تعتبر هذه الأنشطة مفيدة جدًا للأشخاص الذين يعانون من التأتأة.

6- التشجيع والتعزيز أثناء التحدث:


 ينبغي تشجيع الطفل وتعزيزه أثناء تحدثه بطلاقة، وذلك من خلال تقديم الثناء والتشجيع عندما يتحدث بشكل سلس وبدون تأتأة.



باستخدام هذه النصائح، يمكن تخفيف حدة التأتأة لدى الطفل وتعزيز ثقته بنفسه ومهاراته في التواصل.


لتدريب الطفل على التخلص من التأتأة تدريجياً، يمكن اتباع بعض التمارين الهامة:

تنظيم عملية التنفس:


 يمكنك طلب من الطفل أن يمارس التنفس العميق والتنفس بشكل صحيح قبل أن يخوض في الحديث. مثلاً، يمكنك طلب منه أن ينفخ على شمعة برفق كلما أبعدتها عنه، وهذا يساعده على تنظيم عملية التنفس والتخلص من التوتر.

تدريبات النطق والكلام:


 يمكن تدريب الطفل على بعض التمارين التي تساعده على تقوية عضلات النطق والكلام، مثل فتح الفم بشكل كامل، والضغط باللسان، ودوران اللسان حول الشفتين. هذه التمارين تساعد في تحسين قوة العضلات وزيادة سلاسته في الكلام.

تدريبات الشهيق والزفير: 


يمكن استغلال تدريبات الشهيق والزفير لمساعدة الطفل على تنظيم التنفس والتحكم فيه. على سبيل المثال، يمكن طلب من الطفل أن يمارس الشهيق والزفير بعمق مع الاسترخاء قبل بدء الحديث.



 يجب أن يتمرس الطفل على هذه التدريبات بانتظام وبشكل دوري للحصول على أفضل النتائج. يمكنك  تشجعيه وتدعميه خلال هذه العمليات التدريبية لزيادة فعاليتها.


تدريب الطفل على التخلص من التأتأة يمكن أن يتضمن العديد من الأنشطة الفعالة، ومن بين هذه الأنشطة:


التدريب بالقراءة بصوت مرتفع:


 يمكن طلب من الطفل القراءة بصوت مرتفع وتسجيلها في كل مرة، مما يشجعه على التحدث بطريقة أكثر طلاقة وتدفقًا للكلمات. يمكنك أن تشجعه وتثني على تحسنه مع كل محاولة جديدة.

التغذية الرجعية السمعية:



 يمكنك مواجهة الطفل بطريقة كلامه بعد تسجيله أثناء الحديث دون علمه، وطلب منه معالجة سلوكه اللغوي ومحاولة التعديل. هذا المفهوم يُعرف بالتصحيح الذاتي، حيث يساعد الطفل على تصحيح أخطائه بنفسه.

الكلام الإيقاعي:


 يمكن تدريب الطفل على الكلام بإيقاع معين في مدة محددة. يمكنك تكرار فقرة معينة مع الطفل في وتيرة محددة، وتشجيعه على الحفاظ على نفس الوتيرة دون التسرع. هذا التدريب يساعد الطفل على تحسين إيقاعه وسلاسته في الكلام.


باستخدام هذه الأنشطة، يمكنك مساعدة الطفل على التحسن التدريجي في مهاراته اللغوية والتواصل، وتخفيف من حدة التأتأة التي قد يعاني منها. 


تعليقات

التنقل السريع